خطبة الجمعة القادمة “النبي القدوة في بيته وحياته” للشيخ طه ممدوح
خطبة الجمعة القادمة 15 أكتوبر 2021م بعنوان : “النبي القدوة (صلى الله عليه وسلم) في بيته وحياته” ، للشيخ طه ممدوح “الحائز علي جائزة أفضل خطبة” ، بتاريخ 8 ربيع الأول 1443هـ ، الموافق 15 أكتوبر 2021م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 15 أكتوبر 2021م بعنوان : “النبي القدوة (صلى الله عليه وسلم) في بيته وحياته” ، للشيخ طه ممدوح:
أولاً: تكريمُ اللهِ (عز وجل) لرسولِه (صلي الله عليه وسلم)
ثانياً: النبيُّ (صلي الله عليه وسلم) القدوةُ في بيته
ثالثاً: النبيٌّ (صلي الله عليه وسلم) القدوةُ في حياتِه
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 15 أكتوبر 2021م ، بعنوان : “النبي القدوة (صلى الله عليه وسلم) في بيته وحياته” ، كما يلي:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِه العزيزِ: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنّ سيدنَا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه، اللهم صل وسلم وباركْ عليه، وعلي آلهِ وصحبِه، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ، وبعــــدُ:
ففي مثلِ هذه الأيامِ المباركةِ مِن كلِّ عامٍ وفي شهرِ ربيعٍ الأول يستقبلُ المسلمون في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها ذكري ميلادِ الحبيبِ المصطفى (صلي الله عليه وسلم)، الذي شهدَ له الأنبياءُ برسالتِه قبل مولدِه، وأقروا له بنبوتِه قبل بعثتِه، لكن كيف نحتفلُ بميلادِ نبيِّنا (صلي الله عليه وسلم) احتفالا يليقُ بنا، ويكونُ سبباً في شفاعةِ نبيِّنا لنا يوم القيامةِ؟ فالاحتفالُ الأمثلُ هو الاقتداء به (صلي الله عليه وسلم):
أولاً: تكريمُ اللهِ (عز وجل) لرسولِه (صلي الله عليه وسلم)
لقد عاش الرسولُ (صلي الله عليه وسلم)، طوالَ حياتِه مُكرَّماً من الله (عز وجل)، فكرمَه اللهُ بأن جعلَهُ إمامَ الأنبياءِ، وسيدَ المرسلين، وقائدَ الغرِّ المحجلين، وصاحبَ الشفاعةِ العظمي يوم الدين، وصاحبَ المقامِ المحمودِ، وصاحبَ اللواءِ المعقودِ، وصاحبَ الحوضِ المورودِ، وزادَ اللهُ في تكريمِ رسولِه (صلي الله عليه وسلم) بأنْ شرحَ له صدرَه، ورفعَ اللهُ له ذكرَه، ووضعَ عنه وزرَه، وزكاهُ في كلّ شىءٍ: حيثُ زكَّاهُ سبحانه في ذِكْرِه فقال سبحانه: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (الشرح4)، وزكَّاهُ في خُلُقِه فقال سبحانه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم4)، كما زكَّاهُ في عقلِه فقال سبحانه: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) (النجم 2)، وزكَّاهُ في صِدْقِه فقال سبحانه: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) (النجم 3)، وزكَّاهُ في بصَرِه فقال سبحانه: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) (النجم 17)، وزكَّاهُ في عِلْمِه فقال سبحانه: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم 5)، وزكّاهُ في طبعِه وحلمِه فقال سبحانه: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة 128).
وزادَ اللهُ في تكريمِ الرسولِ (صلي الله عليه وسلم)، بأنْ أخذَ اللهُ العهدَ والميثاقَ علي كلِّ نبيٍّ أرسلَه إلي الناس أنْ يؤمنَ برسولِ اللهِ (صلي الله عليه وسلم)، وأنْ ينصرَه كما قال تعالي: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) (ال عمران 81).
ومن تكريمِ اللهِ لرسولهِ أنْ جعلَ رسالَتَهُ للناس عامةً، حيثُ كان كلُّ رسولٍ يُرسَلُ إلي قومِه خاصةً، أما حبيبُنا (صلي الله عليه وسلم) فقد أرسلَه ربُّه (عز وجل) إلي الناس عامةً، وختم برسالته الرسالات، وختم به (صلي الله عليه وسلم الأنبياءَ والرسلَ ، فعنْ أبي هُريرَةَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قالَ: (فًضِّلْتُ على الأنْبياءِ بِستٍّ: أعْطيتُ جوامعَ الكَلِمِ، ونصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأحِلَّتْ لِيَ الغنائِمُ، وجُعِلَتْ ليَ الأرْضُ طَهوراً ومسْجداً، وأرْسِلْتُ إلى الخلقِ كافَّةً، وخُتِمَ بِيَ النَّبيُّونَ) (رواه مسلم).
وصدق الشاعرُ إذ يقولُ:
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيِّ إلى اسمهِ إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشَـقَّ لـهُ منِ اسـمـهِ لـيُـجِـلَّـهُ فذُو العرشِ محمودٌ، وهذا مُحَمَّدُ
ثانياً: النبيُّ (صلي الله عليه وسلم) القدوةُ في بيته
فقد بعثَ اللهُ تعالي رسولَه (صلي الله عليه وسلم ) هادياً، ومبشراً، ونذيراً، وداعياً إلي الله بإذنِه وسراجاً منيراً، وحباهُ بالأخلاقِ الفاضلةِ، والآدابِ الساميةِ، وجوامعِ المُثلِ والقيمِ الإنسانيةِ، فكان ( صلي الله عليه وسلم ) نعم القدوةُ لأمتِه وللإنسانيةِ جمعاء في كلِّ أحوالِه، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانه وتعالي:( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)(الأحزاب 21)، فهذه الآيةُ الكريمةُ أصلٌ كبيرٌ في التأسي برسول اللهِ (صلى الله عليه وسلم) في أقوالِه وأفعالِه وأحوالِه ; ولهذا أمرَ الناسَ بالتأسي بالنبيّ (صلى الله عليه وسلم) يومَ الأحزابِ ، في صبرِه ومصابرتِه ومرابطتِه ومجاهدتِه وانتظارِه الفرجَ من ربه ، عزَّ وجل ، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه دائما إلى يوم الدين; ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرِهم يومَ الأحزابِ : (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) أي: هلا اقتديتُم به وتأسيتُم بشمائلِه ؟ ولهذا قال: (لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
وقد كان النبيُّ (صلي الله عليه وسلم) في بيتِه نموذجاً للتواضع وعدمِ الكبرِ وتكليف الغيرِ، فعن عائشةَ أنَّها سُئِلتْ ما كان عملُ رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) في بيتِه ؟ قالت: ما كان إلَّا بشَرًا مِن البشَرِ كان يَفْلي ثوبَه ويحلُبُ شاتَه ويخدُمُ نفسَه) (رواه ابن حبان)، وعن الأسودِ بن يزيدٍ قال (سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، ما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَصْنَعُ في البَيْتِ؟ قالَتْ: كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الأذَانَ خَرَجَ) (متفق عليه)، بل إنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، جعل من معاييرِ خيريةِ الرجالِ حسنَ معاملةِ الزوجاتِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، قَالَ: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) (رواه الترمذي)، فمع كثرةِ أعبائِه ومسئولياتِه صلى الله عليه وسلم، كان زوجاً محباً، جميلَ العشرةِ، دائمَ البشرِ، يداعبُ أهلَه، ويتلطفُ بهم، ويوسعُهم نفقةً، ويضاحكُ نساءَه، ويصبرُ عليهن، ويعينُهم في أمورِ البيتِ.
وقد كان النبيُّ (عليه الصلاةُ والسلام) كثيرَ الاهتمامِ والعنايةِ بأبنائِه، وقد زخرتْ كتبُ السيرةِ النبويةِ بمواقفَ كثيرةٍ تؤكّدُ هذا؛ فقد جاء الحديثُ عن عائشةَ يُبيّنُ كيفيّةَ تعاملِ النبيِّ مع ابنتِه فاطمة، واحترامِه لها، وإكرامِه إيّاها، فقد قالت: (كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامتْ إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها) (رواه ابو داود)، وهكذا فقد كان صلى الله عليه وسلم يلاطفُ بناتَه ويُقّبلُ أحفادَه ويلاعبُهم ، وكان ممّا يدلُّ على شدّةِ عنايتِه ببناتِه، واهتمامِه باهتماماتِهنّ ما جاء عن بعض الصحابةِ من أنّه لمّا ماتتْ بعضُ بناتِه في حياته، وقفَ على القبر وعيناهُ تدمعان؛ رحمةً وشفقةً بهنّ، ومن مَحبّته لهنّ أيضاً أنّه كان يهتمُّ بشؤونهنّ، ويحلُّ مشاكلَهنّ، ومثال ذلك أنّ ابنتَه فاطمةَ جاءتُه يوماً تشكو ممّا تجدُه من جهدِ العملِ، فطلبتْ منه أن يُحضرَ لها خادماً، فقال لها ولزوجِها: (ألا أدُلُّكُما علَى ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلى فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ) (رواه البخاري).
وكان من هدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنه كان يُسَّرُ ويفرحُ لمولد بناتِه، فقد سُرَّ واستبشرَ صلى الله عليه وسلم لمولد ابنتِه فاطمةَ رضي الله عنها، وتوسمَ فيها البركةَ واليُمنَ، فسماها فاطمةَ، ولقبَها بـِ(الزهراء)، وكانت تُكنى بأمِّ أبيها رغم أنها كانت البنتُ الرابعةُ له صلى الله عليه وسلم، موضحا أنه في هذا درسٌ منه صلى الله عليه وسلم بأنّ مَن رُزِق البنات وإنْ كثُرَ عددهُن عليه أنْ يظهرَ الفرحَ والسرورَ ويشكرَ اللهَ سبحانه على ما وهبه من الذرية، وأن يحسنَ تربيتَهن، ويحرصَ على تزويجِهن بالكفءِ “التقي” صاحب الدِّينِ.
وقد زوجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم جميعَ بناتِه من خيرةِ الرجالِ: فزوَّجَ زينبَ رضي الله عنها من أبي العاص بن الربيع القرشي رضي الله عنه، وكان من رجال مكةَ المعدودين مالا وأمانةً وتجارةً ، وزوجَ رقيةَ رضي الله عنها من عثمان بن عفان رضي الله عنه الخليفةِ الراشدِ الزاهدِ الجوادِ السخيِ الحييِ، فلما تُوفيت زوجه أمَّ كُلثوم رضي الله عنها، وكذلك زوَّج فاطمةَ رضي الله عنها من علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وكان صلى الله عليه وسلم يزورُ بناتَه بعد الزواجِ ويدخلُ عليهن الفرحَ والسرورَ، فقد زارَ فاطمةَ رضي الله عنها بعد زواجِها ودعا لها ولزوجِها بأن يعيذًهُما اللهُ وذريتهُما من الشيطان الرجيمِ، ولم يكن يشغلُه صلى الله عليه وسلم عن بناته رضي الله عنهن شاغلٌ، بل كان يهتمُّ بهن، ويسألُ عنهن وهو في أصعبِ الظروفِ، فعندما أرادَ صلى الله عليه وسلم الخروجَ لبدرٍ لملاقاةِ قريشٍ كانت رقيةُ رضي الله عنها مريضةً، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم زوجَها عثمانَ بن عفان رضي الله عنه أن يبقى في المدينةِ، ليمرضَها وضربَ له بسهمِه في مغانم بدرٍ.
**********
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ(صلي الله عليه وسلم)، وعلي آلهِ وصحبِه أجمعين.
ثالثاً: النبيٌّ (صلي الله عليه وسلم) القدوةُ في حياتِه
لقد كان النبيُّ (صلي الله عليه وسلم)، أحسنَ الناسِ خلقاً، وأصدقَهم حديثاً، وأكرمَهم عشرةً، بل إنّ التاريخَ بأجمعِه لم يشهدْ جسداً آدمياً اجتمعتْ فيه خصالُ وأخلاقُ وسجايا تربو أو تناظرُ ما تحلي به محمدٌ (صلي الله عليه وسلم) من عظيمِ الخصالِ وجميلِ الآدابِ: ففي (رحمتِه): فعن أبي هريرةَ (رضي الله عنه) قال: قبَّلَ النبيُّ (صلي الله عليه وسلم) الحسنَ بن عليٍ وعنده الأقرع بن حابس جالساً، فقال الأقرعُ: إنّ لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ منهم أحداً، فنظرَ إليه النبيُّ (صلي الله عليه وسلم) ثم قال:(من لا يَرحم لا يُرحم)
وفي (رِفقِه): فعن عائشةً ( رضي الله عنها) أنها قالت: (ما خيرَ رسولُ اللهِ (صلي الله عليه وسلم) بين أمرين إلا اختارَ أيسرَهما مالم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعدَ الناسِ منه) (متفق عليه)،
وفي (لِينه): عن جابر بن سمرة (رضي الله عنهما) قال (كانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهليةِ، فيضحكون ويبتسمُ (صلي الله عليه وسلم) (رواه مسلم).
وفي (حياءِه) : عن أبي سعيدٍ الخدريِّ ( رضي الله عنه) قال :(كان رسولُ اللهِ ( صلي الله عليه وسلم) أشدّ حياءً من العذراء في خدرها، وكان إذا كرِه شيئاً عرفنَاه في وجهه) (متفق عليه).
وفي (شجاعتِه): عن أنسٍ ( رضي الله عنه) قال : كان رسولُ الله ( صلي الله عليه وسلم) أحسنَ الناسِ، وكان أجودَ الناسِ، وكان أشجعَ الناسِ، ولقد فزعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ، فانطلق ناسٌ قِبل الصوتِ، فتلقاهم رسولُ الله ( صلي الله عليه وسلم) راجعاً، وقد سبقَهم إلي الصوت، وهو علي فرسٍ لأبي طلحةَ في عنقهِ السيفُ، وهو يقولُ :(لم تراعوا، لم تراعوا) (متفق عليه), أي لا تخافوا ولا تفزعوا.
وفي (جودِه): عن أنسٍ ( رضي الله عنه) أن رجلاً سأل النبيَّ ( صلي الله عليه وسلم) غنماً بين جبلين، فأعطاه إياه، فأتي قومَه فقال: أي قوم ! أسلموا، فواللهِ إنّ محمداً ليعطي عطاءً ما يخافُ الفقرَ.(رواه مسلم)
وعن (مكانتِه): عن عروةَ بن مسعودٍ (رضي الله عنه) قال: (واللهِ لقد وفدتُ علي الملوك ، ووفدتُ علي قيصرَ وكسري والنجاشي ، واللهِ إنْ رأيت ملكاً قط يعظمُه أصحابُه ما يعظمُ أصحابُ محمدٍ ( صلي الله عليه وسلم) محمداً ، والله إن تنخمَ نخامةً إلا وقعتْ في كفّ رجلٍ منهم فدلكَ بها وجهَه وجلدَه ، وإذا أمرهم ابتدروا أمرَه ، وإذا توضأَ كادوا يقتتلون علي وضوئِه ، وإذا تكلمَ خفضوا أصواتَهم عنده ، وما يحدون إليه النظرَ تعظيماً له) (رواه البخاري).
وإذا كانت هذه أخلاقُ نبيِّنا ( صلي الله عليه وسلم) فيجبُ علينا أنْ نتخلقَ بأخلاقِه وأن نقتديَ به في أقوالِه وأفعالِه وتقريرِه ، وليكن لنا في رسولِ الله ( صلي الله عليه وسلم الأسوةَ والقدوةَ الحسنةَ ، ويجب علينا أن نحبَّ رسولَ الله ( صلي الله عليه وسلم) ، ونحبّ أصحابَه ، ونقتدي بهم..
اللهم ارزقنا حسنَ التأسي والتأدبَ والتخلقَ والاقتداءَ بنبيك (صلي الله عليه وسلم)
الدعاء،،،،، وأقم الصلاةَ ،،،،،
كتبه: طه ممدوح عبد الوهاب
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف